عالم بدون إسرائيل وإيران .../الخليل ولد اجدود

ثلاثاء, 17/06/2025 - 19:23

تتجه الحرب بين إسرائيل وإيران نحو منحى غير تقليدي، وعلى الرغم من ترسانة إيران الصاروخية المتطورة، إلا أنها حتى الآن تكتفي باستخدام صواريخ تقليدية، تركّز من خلالها على استنزاف القدرات الدفاعية الإسرائيلية، لا سيما منظومة “القبة الحديدية” التي صُممت اساساً لاعتراض القذائف قصيرة ومتوسطة المدى التي كان يطلقها مقاتلو حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية.

 استراتيجية إيران لا تهدف إلى إحداث دمار واسع النطاق في هذه المرحلة؛ بقدر ما تهدف إلى إنهاك المنظومات الدفاعية، وإبقاء إسرائيل في حالة استنزاف دائم، بما يعزز من مكانة إيران في معادلة الردع الإقليمي، دون تخطي العتبة التي قد تؤدي إلى حرب شاملة يصعب التحكم بمآلاتها.

غير أن ما يدفع إلى القلق في واشنطن وتل أبيب، لا يكمن في ما ترسله إيران الآن، بل في ما لم تستعرضه من قوة بعد. وهذا الغموض حول قدراتها الحقيقية من نقاط قوتها؛ فإيران بحسب تقديرات استخباراتية غربية، طورت خلال السنوات الماضية ترسانتها الباليستية وصممت صواريخ خاصة بعيدة المدى، ويُحتمل أن بعضها قادر على حمل رؤوس نووية أو على الأقل كيماوية وبيولوجية. هذا الاحتمال يفسر حالة الهلع والاستنفار الأمريكي، وتحريك حاملات الطائرات والمدمرات إلى المنطقة، ليس فقط لحماية القواعد الأمريكية، بل أيضًا لفرض طوق ردع استباقي حول إيران، ومنعها من رفع سقف المواجهة. فالمعضلة هنا لم تعد في الصواريخ التي تُطلق، بل في تلك التي لا تزال في مخازن تحت الجبال، تنتظر لحظة القرار السياسي الأخطر منذ قيام الدولة العبرية وسقوط الشاه .

 السيناريو الأسوأ يبدو واردا، مهما بدا مستبعدًا؛ فإيران، المحاصرة والمطوّقة، سترفض الاستسلام أو القبول بمعادلة الردع المفروضة عليها، ما يفتح الباب أمام مواجهة غير تقليدية، تُستخدم فيها أسلحة لم تُستخدم منذ هيروشيما واستسلام اليابان؛ وفي هذا المنعطف قد تُقصف إيران بالقنابل النووية التكتيكية إذا لم تحقق الهجمات الإسرائلية والضربات الأمريكية المتوقعة أهداف هذه الحملة العسكرية .

هل هذا تهويل،أم خيار يتم تداوله فعلا في غرف العمليات العسكرية ؟
في عالم يتصدره ترمب ونتنياهو وتحكمه قيادات يمينية متطرفة والحسابات الانفعالية أكثر من الاستراتيجيات الرصينة، لا شيء مستبعد، حتى أكثر السيناريوهات جنونًا .

ومن الوارد أيضا أن يُقدِم آيات الله في إيران، الذين ظلوا يرددون تهديداتهم ضد إسرائيل على مدى خمسين عامًا، على ترجمة أقوالهم إلى أفعال؛ بإطلاق وابل من الصواريخ الباليستية المطورة والمحملة برؤوس نووية دفعة واحدة، لتجسيد شعارات وهتافات وحلم قديم بمحو إسرائيل من الخريطة.