
بيان من منظمة العافية امونكه ردا على المدافعين عن بيرام
أود أن أذكّر بأن لا شيء، لا في المسار الشخصي ولا في الوضعية الحالية لبعض الشخصيات، يربطها ببيرام الداه أعبيد. ومع ذلك، فقد رأت أنه من الضروري أن تدافع عنه علنًا بدل أن تدين – ولو بالحد الأدنى – تصريحاته التحريضية والخطيرة للغاية التي أدلى بها في بروكسل.
وبدلًا من نقد هذه التصريحات الكاذبة والخطيرة، توجهت هذه الشخصيات ضد من تجرؤوا على إدانتها. بل وصل بها الأمر إلى محاولة شرح ما كان «يقصده» بيرام، في حين أن الأخير نفسه، وفي خرجاته اليومية اللاحقة، أعاد تأكيد تصريحاته دون أي ندم، ولم يترك سوى باب واحد مفتوح: باب المساومة مقابل المال والاعتراف الرسمي بحزبه. التهديد والابتزاز والمزايدة يبدو أنها بوصْلته الوحيدة.
أما هؤلاء المدافعون غير المنتمين رسميًا إلى حركة «إيرا»، فما زالوا يبرّرون هذه الخرجة الجديدة بعدم المساواة الاجتماعية، أو بنواقص الدولة، أو بجراح الماضي. غير أن أياً من هذه الوقائع – التي يجب الاعتراف بها ومعالجتها – لا يبرر اتهام موريتانيا بجرائم وهمية ولا تشويه صورتها في الخارج.
وأقول بوضوح: إن اللعب بالنار عبر دعم مثل هذه الخطابات لا يعدو كونه تزكيةً لاستراتيجية سياسية بأربعة وجوه:
1. خطاب معتدل موجّه للساحة الوطنية.
2. خطاب راديكالي خاص موجّه لمناضلي «إيرا».
3. خطاب معارض جامع للجالية في امريكا
4. وأخيرًا خطاب عنصري موجّه لبعض الشبكات الراديكالية الأوروبية الباحثة عن ذرائع.
أتساءل: كيف يمكن لأطر ومثقفين لم ينزلقوا يومًا في الراديكالية أن يجدوا أعذارًا لشخص يصرّح بلا مواربة أن «السود يُقتلون في موريتانيا فقط لأنهم سود»؟ كيف يمكن مهاجمة من يدين هذه التصريحات بدل إدانة صاحبها؟
أما مناضلو «إيرا»، فإن شتائمهم وافتراءاتهم وتهديداتهم لن تثنيني. لن أرفع دعوى ضد أي منهم، وأسامحهم، لأنني أعلم أن الكثير منهم ضحايا خطاب شعبوي ديماغوجي وعنصري ومبسّط. وبعضهم بدأ يفتح عينيه، وآخرون سيفعلون قريبًا، لينضموا إلى الغالبية العظمى من هذا الشعب التي تطمح إلى العيش المشترك بسلام ووئام، مهما اختلفت مكوناته.
لذلك أمد يدي لهم: انضموا إلينا لتكونوا قوة اقتراح، ولتحملوا مطالبكم بالعدالة الاجتماعية، والتنمية، وفرص العمل، والحقوق المشروعة، ولكن في إطار هادئ وقانوني للجمهورية، سواءً إلى جانب السلطة أو في معارضة مسؤولة.
انواكشوط يوم 03\09\2025
العافية امونكه